بقلم : د سهام الجريوي المقررات
الالكترونية في الدراسة الجامعية
يتميز هذا العصر بالتغيرات السريعة الناجمة عن
التقدم العلمي والتكنولوجي وتقنية المعلومات، لذا أصبح من الضروري
مواكبة العملية التربوية لهذه التغيرات لمواجهة المشكلات التي قد
تنجم عنها مثل الانفجار المعرفي و الانفجار السكاني. وقد أدت هذه
التغيرات إلى ظهور مفهوم التعليم الإلكتروني الذي يقودنا إلى نقل
المقررات التقليدية إلى مقررات إلكترونية , وتعد
المقررات الإلكترونية عنصراً رئيساً في منظومة التعلم الإلكتروني، فهي تحتوى الرسالة المراد نقلها
للمتعلمين؛ لذا فإن عملية تصميمها يجب أن تتم على ضوء معايير
الجودة في التعلم الإلكتروني، والمقرر
الإلكتروني هو مادة تعليمية إلكترونية متعددة الوسائط، تقدم من خلال الحاسوب وشبكة
الإنترنت ، مع توفير التفاعل المتزامن وغير المتزامن بين الطلاب، وكل من: المحتوى،
وأقرانهم ، ومعلميهم. و لكى
نقوم ببناء المقررات الإلكترونية يجب أن يتم ذلك في ضوء نموذج له مراحل محددة هي:
التحليل ، والتصميم ، والإنتاج، والتطبيق، والتقويم ،و هذه المراحل تتسم بالاستمرارية
مع عملية تطوير المقرر، بمعنى أن الإجراءات التي تشتمل عليها مرحلة معينة لا تنتهي
بالانتقال إلى المرحلة التالية، بل إنه يمكن العودة إليها مرات عديدة أثناء عملية
التصميم في ضوء التغذية الراجعة ونتائج التقويم التكويني لإجراء التعديلات اللازمة
للوصول إلى أفضل ما يمكن الوصول إليه في المقرر التعليمي. ويسهم تصميم المقررات الإلكترونية، اكساب مطور المقرر مهارات
التصميم التعليمي، حيث يخضع المطور لورشات تدريبية خاصة بالتصميم التعليمي لإكسابه
المهارات اللازمة في هذا المجال، ثم بعد ذلك يبدأ مع المصمم التعليمي بتطوير
المقرر وتصميمه. وهذا من شأنه أن يكسبه المهارات اللازمة في مجال التخطيط، وعرض
المحتوى التعليمي وتنظيمه، واختيار الطرائق والأساليب التعليمية التعلمية، وأدوات
التقويم المناسبة، والوسائط والمصادر التعليمية الداعمة لتعلم الطلبة. ومن
النتاجات التي يحققها تصميم مقررات الإلكترونية، زيادة كفاءة المطور في اختيار
أدوات التقويم وتصميمها وفق ما تتطلبه أهداف المقرر الإلكترونية ومحتواه وأساليب التدريس والتقويم، كلها عوامل يساعد عضو هيئة التدريس على تصميم المعايير
الخاصة بتقويم أداء المتعلم بشكل دقيق. ويكسبهم الطرائق المناسبة لتنظيم المحتوى
التعليمي وعرضه بأساليب حديثة، و يساعد المتعلمين ذلك في ترتيب أفكارهم وأنشطتهم،
و ينعكس على أداء أعضاء هيئة التدريس في تنفيذ اللقاءات الوجاهية والإلكترونية.
". قد يكون
المقرر الإلكتروني المعتمد على الإنترنت بسيط ، أي يحتوى على مجموعة من الرسوم
والنصوص الخاصة بالمقرر، ومجموعة من التدريبات والاختبارات وسجلات تحفظ درجات
الاختبارات. وقد يكون هذا المقرر متطوراً فيحتوي على صور متحركة ومحاكاة ومجموعة
صوتيات ومجموعة مرئيات ووصلات إضافة إلى المادة العلمية ، وتكون جميعها موجودة على
شبكة الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية العالمية ويتكون
المقرر الإلكتروني المعتمد على الإنترنت من مجموعة من الأدوات التي تمكن الطالب من
التواصل مع معلم المقرر ومع زملائه الطلاب ومن الاطلاع والمشاركة في المعلومات
الخاصة بالمقرر ، ومن هذه الأدوات : الصفحة الرئيسة للمقرر، أدوات المقرر، التقويم
الدراسي ، لوحة الإعلانات ، لوحة النقاش ، غرفة الحوار ، معلومات خاصة بالمقرر. في حين
نجد أن محتوى المقرر الالكتروني الغير
معتمد على الأنترنت مكون من مادة علمية مكتوبة يصاحبها مفردات متعددة الوسائط ،
ويمكن أن تكون المادة العلمية على شكل قراءات وواجبات ومحاضرات وتعليمات خاصة
بالاستذكار وقائمة بالمصطلحات ومذكرات وغير ذلك ، ويتكون من مادة مرئية ومسموعة
وصور ومحاكاة أعدت بالحاسب، وعرض شرائح ، وترفق الوثائق والمذكرات والصور وتنظم
موضوعات المقرر على هيئة ملفات ومجلدات مع وصلات تقود الطالب إلى فصول المقرر
المختلفة كما
توجد مواقع على الإنترنت يمكن استخدامها مجاناً في تصميم المقررات . ويعد تدريب طلاب كليات التربية على استخدام المقرر الإلكتروني وطرق تصميمه كجزء
أساسي من إعدادهم التربوي ، وجعل مهارات استخدام الحاسب عموماً والقدرة على
استخدام وتصميم المقررات التعليمية إحدى متطلبات التخرج. وعلية لابد من إقامة
دورات لتدريب المعلمين في جميع المراحل وجميع التخصصات على استخدام المقرر
الإلكتروني وطرق تصميمه. وهذا يوجه اهتمام
الجامعات بالتدريس عن طريق المقرر الإلكتروني وإنشاء مواقع للمقررات الإلكترونية
بدلاً من التدريس بالطرق التقليدية ، كما يسهم في حل مشكلة نقص أعضاء هيئة التدريس
ونقص القاعات الدراسية ، وتكدس القاعات الدراسية بالطلاب والزيادة المطردة في
أعداد الطلاب المتقدمين والراغبين في التعليم . وتظهر أهمية إدراج المقررات الإلكترونية في البرامج الأكاديمية كأداة لرفع مستوى وكفاءة
الأداء التعليمي , وتقديم مادة علمية وتقنية متطورة تحاكي الواقع وتأخذ بمتطلبات
التعليم العالي وتكوين بيئة علمية متطورة التقنية ومراعية لكافة المعايير
والمواصفات الفنية والتربوية العالية الجودة .